أداما تراوري لبرشلونة … بين الإنفجار و الإنحدار

أداما تراوري لبرشلونة … بين الإنفجار و الإنحدار

أداما تراوري لبرشلونة … بين الإنفجار و الإنحدار

أداما تراوري لبرشلونة … بين الإنفجار و الإنحدار

بعد 7 سنوات عاد ابن النادي لينضم للقائمة المتمثلة في ابناء الاكاديمية الذين غادروا مبكرا و من ثم عادوا مرة اخرى و الحديث هنا عن سيسك فابريغاس ، بيكي ، ايريك غارسيا … يأتي اللاعب في وقت صعب يعيشه النادي ، وقت اما ان يكون اللاعب طوق نجاة و مساندا لفريقه او انه سيرحل دون أثر كما فعل كثير قبله .أداما لاعب مهاري جدا ، الإحصائيات تتحدث عن أنه ومنذ موسم 2017/2018 لا يوجد لاعب بالدوريات الخمس الكبرى تصدر قائمة المراوغين كل موسم ولمدة أربعة مرات ليتفوق على كل من ميسي و نيمار و دائما ما يتجاوزهم بمعدل 6 مراوغات وأكثر والجميل ان نسبة نجاح مراوغاته كبيرة جدا . لكن دعني اؤكد ان المراوغة لم تكن يوما غاية وإنما هي وسيلة هدفها خدمة المجموعة و تحقيق هدف جماعي ، هي اداة بقدر ما تساعدك ففي نفس اللحظة ممكن أن تعاقبك و تفسد عمل المجموعة ، فن المراوغة لا يكمن فقط في كيفية القيام بذلك بل في الجواب الصحيح عن سؤال متى و لماذا أقوم بذلك ؟ مع الولفز وطوال كل هذه السنوات لطالما وجد أداما صعوبة في الجواب عن ذلك السؤال ، كل تلك المراوغات لم تخدمه في تطوير أرقامه و مساهمته على المرمى سواء كان ذلك من حيث التسجيل او الصناعة فمثلا خلال الموسمين الماضيين ساهم في 7 أهداف بين صناعة وتسجيل فقط وهو رقم ضعيف جدا للاعب يمتلك السرعة و القوة و المهارة .لكن ماذا يمكن أن يقدم اللاعب للبرسا ؟ حين تنظر للخريطة الحرارية لبرشلونة خلال الموسم الحالي ستلاحظ أن الفريق يركز كثيرا على الجهة اليسرى و جل العمليات يتم تكوينها وتنفيذها من هناك ما يعني ان الجهة المقابلة تشهد تراجعا كبيرا لأنه و ببساطة لا يوجد لاعب ذو جودة كافية وثقل ليتم العمل عليه من تلك الناحية ، حين نعود للأرقام نجد أن تراوري وخلال المواسم الثلاثة الماضية مثلا ، ساهم بـ 18 هدفا عندما لعب في الجهة اليمنى و بالمقابل لديه 7 أهداف فقط عندما يظهر في كل مركز آخر ( مهاجم ، جناح على اليسار أو كلاعب وسط مهاجم ) .الحقيقة أني اتخيل الجهة اليسرى تلك التي تمثل مصدر خطورة البرسا منذ قدوم تشافي يقف بها كل من ممفيس ديباي و بيدري و ألبا و يتم تجهيز الكرة من هناك ثم نقلها للجهة المقابلة بسرعة مع تطهير المساحة لأداما ومع سرعته في التوغل و الدخول للمنطقة سيكون بمثابة سم قاتل في صنع الخطورة ما بالك لو تحسن اكثر في اللمسة الاخيرة . لكن !في البرسا الأمر مختلف ، انت ضمن فريق يستحوذ كثيرا و تدور طريقة لعبه على العمل الجماعي و الوعي التكتيكي و تبادل الكرة والتحرك المتواصل لكل لاعب ، فيما الولفز فريق اعتمد كثيرا على الهجمة المرتدة خلال السنوات الماضية خاصة مع نونو مع الاستفادة من سرعة مهاجميه لذلك وجب التأكيد أن الفريقين بمثابة مجرتين مختلفتين تماما ، في المقابل الأمر الجميل أن وجود مهاجم بقدرات تراوري و سرعته قادر في أي لحظة حين يقرر برشلونة التراجع أن يقضي على المنافسين بسهولة .ومع وجود فراغات فهو لاعب يكاد لا يمكن إيقافه ، القوة و السرعة و المبادرة و المهارة ، في رأيي هو ليس باللاعب الذي يتخذ قرارات خاطئة بقدر ما يفتقد لنقطة تقنية ليكون اكثر ثبات وحسما لذلك فالطاقم في برشلونة عليه أن يطور من اللاعب في تلك النقطة لكن كيف ؟بيساطة ، عبر التركيز على عمل ما يجيده و التطوير منه وابتعاده على ما لا يجيده كل هذا سيتطلب صبرا وعملا ورسالة واضحة بدون تشعبات من الكادر الفني و خاصة تشافي .أرى أنه من المحتمل أن يلعب تشافي معه في مركز الجناح الأيمن بخطة 4-3-3 وهذه ستكون كبداية له مع البرسا و بنسبة كبيرة ، ربما نشاهده يبدأ جنبا إلى جنب مع فيران توريس وممفيس ديباي ، أو يمكنه أيضا توفير شرارة على مقاعد البدلاء و مع دخوله بالشوط الثاني قد يكون سببا في الهيمنة على الأرجل المتعبة للخصم وتغيير وجه المباراة .الحقيقة أنه قد أعرب الكثيرون عن رغبتهم في رؤية تراوري يلعب في مركز الظهير الأيمن حتى أن التقارير أشارت إلى أن توتنهام كان مهتمًا بخدماته ليحل محل إيمرسون رويال في المركز ذاته وربما سيكون حلا مميزا و خطة بديلة لتشافي هناك لو قرر اللعب بخطة 3-4-3 .بعد كل شيء ، هو صفقة ذو حدين إما أن تكون في الأعلى و إما أن تكون في الأسفل و كل ذلك مرتبط أولا بما إندماج اللاعب و ثانيا بمدى قدرة الإطار الفني على حسن توظيفه و مدى تطوره خلال هذه الفترة .

بقلم : جهاد جاب الله✏️

Share

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *