تحليل مشاركة المنتخب التونسي في الدور الأول من كأس إفريقيا الكاميرون 2022

تحليل مشاركة المنتخب التونسي في الدور الأول من كأس إفريقيا الكاميرون 2022

قلت أن المباراة الأولى هي مجرد بدايات و لا يمكن الحكم عليها و انه صعب الخروج منها برأي واضح وواقعي وفي المباراة الثانية كانت مواجهة موريتانيا ونحن نعلم أن هذا الفريق ومع كامل الإحترام له ولإخواننا الموريتانيين إلا أنه يعاني و غير ثابت وليس معيارًا حقيقيا للتقييم النهائي و النتيجة كانت خادعة لكنني إنتظرت و اليوم حان الوقت لنتكلم .

هذا المنتخب فقير ، فقير ليس بعناصره بل بما يحاول تقديمه فلا توجد فكرة أو منهج حقيقي يتم تطبيقه في الملعب ، صحيح أننا إفتقدما لعناصر كثيرة بداعي المرض لكن هذا لم ولن و ليس مبررا لتقديم تسعين دقيقة أخرى كارثية في مباراة لم نخلق فيها كرة واحدة خطيرة سوى ضربة جزاء ضائعة و كل هجمة كانت اعتباطية بتصرف فردي .

التراجع الكبير في الأفراد يطرح علامات استفهام كبيرة ! الياس السخيري احد افضل لاعبي الوسط بالدوري الالماني واختير ضمن التشكيلة المثالية للدوري في اكثر من مرة ثم يكون شبح لإسمه في الملعب طوال البطولة و يقدم مستوى رديء جدًا و نفس الحديث عن العيدوني الذي فرح الكثير بتقمصه زي المنتخب وكان احد اسباب فخر الكثيرين به وشخصيا احب مشاهدة طريقة لعبه و تضحيته لأجل الفريق و كيف يسيطر على الوسط و اليوم هو أسوء اللاعبين على الملعب .

بالأمس أنت كمدرب تشاهد الخصم متراجع طوال المباراة التي كنت تسيرها دون مشاكل و انت هنا بحاجة لأكثر لاعب ممكن بالهجوم و بحاجة للتسجيل فماذا تفعل ؟ تقوم بإخراج حمزة رفيعة لاعب هجومي و تدخل حنبعل المجبري بدون خطة او هدف ، الأخير كان يعاني منذ دخوله فلا يعلم اين يتمركز او ماهو دوره و هنا انت خسرت لاعب هجومي كنت قادرا على ابقاءه بالملعب و اخراج أحد لاعبي الوسط اما السخيري او العيدوني واللعب بإرتكاز واحد وبذلك يكون حمزة إضافة ، خاصة انه اكثر اللاعبين الهجوميين الذين احدثوا الخطر .

محمد دراغر ؟ لم يكن ليقدم الإضافة حتى أنه لم يقدر على الجري و لا على المساندة و كل هجمات غامبيا تقريبا أصبحت تلعب على جهته ، المدرب هو أكثر شخص يدرك أنه غير جاهز بعد مرضه و اصابته في كاحله منذ البطولة العربية لكنه قرر اشراكه .يوسف المساكني مع كامل الآحترام له و لتاريخه و لمحبيه لكن لم يعد له مكان في المنتخب حتى كلاعب بديل بهذا المستوى المتراجع يوما بعد آخر .

لعبنا في مجموعة سهلة مقارنة بالمجموعات الأخرى ، لعبنا ضد مالي بأسوء طريقة و لم نتمكن من مجاراتهم من ثم واجهنا موريتانيا التي لو كانت في افضل حالاتها لا فازت علينا و من ثم واجهنا فريقا لأول مرة يشارك بالبطولة لكنه يستحق ان يحلم ولديه بناء قاعدي حقيقي و منظم و اليوم يجني ثمار ذلك … في الأخير ماذا حصل ! تأهلنا بصعوبة و كأحسن ثالث ، بثلاثة نقاط ، خسرنا مبارتين ، بأداء ركيك و كرة قدم مجهدة للعين .

سنواجه نيجيريا ، شاهدت مبارتين تقريبا لهذا الفريق ، ربما سيعارضني البعض لكني كنت اتمنى ان نغادر و نعيد بناء المنتخب من جديد مع مدرب حقيقي غير مزيف لكن التأهل حصل و سنواجه أقوى فريق في الدورة حسب رأي ، فريق فاز بكل مباريات مجموعته اداء و نتيجة ، فريق سجل 6 أهداف و لم يستقبل سوى هدف واحد ، فريق لديه اياناشو لاعب ليستر و ايوبي لاعب ايفرتون و نديدي لاعب ليستر واحمد موسى و سيمون لاعب نانت و اولا اينا ظهير تورينبو الايمن و جوي ارييو احد افضل مواهب رينجرز .

في الاخير نحن امام مهمة شبه مستحيلة كي لا اقول مستحيلة ، لا أمل لدي ولدى أغلب الجمهور مع هكذا فكر و مستنقع مليىء بعدم التظيم و اللامبالاة و عدم الإحترام لتونس وتاريخها و شعبها ووضع أشخاص لا يحملون الكفاءة وليس لديهم أي اضافة مرجوة … أتمنى فقط ان لا تكون النتيجة النهائية للمباراة القادمة تاريخية .

بقلم : جاسر جاب الله ✏️

Share

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *