قلت أن المباراة الأولى هي مجرد بدايات و لا يمكن الحكم عليها و انه صعب الخروج منها برأي واضح وواقعي وفي المباراة الثانية كانت مواجهة موريتانيا ونحن نعلم أن هذا الفريق ومع كامل الإحترام له ولإخواننا الموريتانيين إلا أنه يعاني و غير ثابت وليس معيارًا حقيقيا للتقييم النهائي و النتيجة كانت خادعة لكنني إنتظرت و اليوم حان الوقت لنتكلم .
هذا المنتخب فقير ، فقير ليس بعناصره بل بما يحاول تقديمه فلا توجد فكرة أو منهج حقيقي يتم تطبيقه في الملعب ، صحيح أننا إفتقدما لعناصر كثيرة بداعي المرض لكن هذا لم ولن و ليس مبررا لتقديم تسعين دقيقة أخرى كارثية في مباراة لم نخلق فيها كرة واحدة خطيرة سوى ضربة جزاء ضائعة و كل هجمة كانت اعتباطية بتصرف فردي .
التراجع الكبير في الأفراد يطرح علامات استفهام كبيرة ! الياس السخيري احد افضل لاعبي الوسط بالدوري الالماني واختير ضمن التشكيلة المثالية للدوري في اكثر من مرة ثم يكون شبح لإسمه في الملعب طوال البطولة و يقدم مستوى رديء جدًا و نفس الحديث عن العيدوني الذي فرح الكثير بتقمصه زي المنتخب وكان احد اسباب فخر الكثيرين به وشخصيا احب مشاهدة طريقة لعبه و تضحيته لأجل الفريق و كيف يسيطر على الوسط و اليوم هو أسوء اللاعبين على الملعب .
بالأمس أنت كمدرب تشاهد الخصم متراجع طوال المباراة التي كنت تسيرها دون مشاكل و انت هنا بحاجة لأكثر لاعب ممكن بالهجوم و بحاجة للتسجيل فماذا تفعل ؟ تقوم بإخراج حمزة رفيعة لاعب هجومي و تدخل حنبعل المجبري بدون خطة او هدف ، الأخير كان يعاني منذ دخوله فلا يعلم اين يتمركز او ماهو دوره و هنا انت خسرت لاعب هجومي كنت قادرا على ابقاءه بالملعب و اخراج أحد لاعبي الوسط اما السخيري او العيدوني واللعب بإرتكاز واحد وبذلك يكون حمزة إضافة ، خاصة انه اكثر اللاعبين الهجوميين الذين احدثوا الخطر .
محمد دراغر ؟ لم يكن ليقدم الإضافة حتى أنه لم يقدر على الجري و لا على المساندة و كل هجمات غامبيا تقريبا أصبحت تلعب على جهته ، المدرب هو أكثر شخص يدرك أنه غير جاهز بعد مرضه و اصابته في كاحله منذ البطولة العربية لكنه قرر اشراكه .يوسف المساكني مع كامل الآحترام له و لتاريخه و لمحبيه لكن لم يعد له مكان في المنتخب حتى كلاعب بديل بهذا المستوى المتراجع يوما بعد آخر .
لعبنا في مجموعة سهلة مقارنة بالمجموعات الأخرى ، لعبنا ضد مالي بأسوء طريقة و لم نتمكن من مجاراتهم من ثم واجهنا موريتانيا التي لو كانت في افضل حالاتها لا فازت علينا و من ثم واجهنا فريقا لأول مرة يشارك بالبطولة لكنه يستحق ان يحلم ولديه بناء قاعدي حقيقي و منظم و اليوم يجني ثمار ذلك … في الأخير ماذا حصل ! تأهلنا بصعوبة و كأحسن ثالث ، بثلاثة نقاط ، خسرنا مبارتين ، بأداء ركيك و كرة قدم مجهدة للعين .
سنواجه نيجيريا ، شاهدت مبارتين تقريبا لهذا الفريق ، ربما سيعارضني البعض لكني كنت اتمنى ان نغادر و نعيد بناء المنتخب من جديد مع مدرب حقيقي غير مزيف لكن التأهل حصل و سنواجه أقوى فريق في الدورة حسب رأي ، فريق فاز بكل مباريات مجموعته اداء و نتيجة ، فريق سجل 6 أهداف و لم يستقبل سوى هدف واحد ، فريق لديه اياناشو لاعب ليستر و ايوبي لاعب ايفرتون و نديدي لاعب ليستر واحمد موسى و سيمون لاعب نانت و اولا اينا ظهير تورينبو الايمن و جوي ارييو احد افضل مواهب رينجرز .
في الاخير نحن امام مهمة شبه مستحيلة كي لا اقول مستحيلة ، لا أمل لدي ولدى أغلب الجمهور مع هكذا فكر و مستنقع مليىء بعدم التظيم و اللامبالاة و عدم الإحترام لتونس وتاريخها و شعبها ووضع أشخاص لا يحملون الكفاءة وليس لديهم أي اضافة مرجوة … أتمنى فقط ان لا تكون النتيجة النهائية للمباراة القادمة تاريخية .
بقلم : جاسر جاب الله ✏️